جريدة إلكترونية متجددة على مدار الساعة : الدقة في الخبر

‘خبز الدار ياكلوا البراني” شعار مهرجانات مدينة مكناس

0

‘خبز الدار ياكلوا البراني” شعار مهرجانات مدينة مكناس

يتناقض هدوء وعظمة مدينة مكناس وهيبة مآثرها التاريخية والمعمارية مع الإهمال والتهميش الذي يطالها حاليا بسبب سوء تسيير وتدبير مسؤوليها , فبكل صراحة العاصمة الاسماعلية الضاربة بعمق في جذور مغربنا الحبيب بتاريخها العريق و الزاخر برجالاتها وامجادها التي تحكي عنها أسوارها ومآثرها المتبقية من الإمبراطورية الإسماعيلية المغربية , اليوم تعيش واقعا متناقضا و تهميشا يٌندي جبين المسؤولين المخلصين و كل مكناسي غيور , حيث أصبحت هده المدينة العريقة تعرف حالة من التقصير و اللامبالات, فكل القطاعات تعاني من الإهمال و اللامسؤولية.

ففي أول مهرجان ينظمه المجلس البلدي بمناسبة مرور 20 سنة على تصنيف مكناس تراث عالمي تجد نفس المنهج حيث تكرس ادارة المهرجان سياسة التهميش للفنانين المكناسيين وتعمد على تغييب أبرز نجوم مدينة مكناس وطنيا و دوليا, نعم إنها الحقيقة الحتمية التي لا يمكن نكرانها فمنظمو المهرجان و إدارته عمدت على استدعاء مطربيين و فرق مشهورة من خارج المدينة , و أغلقت الباب في وجه طلبات الفنانين المحليين ووضعها في سلة المهملات .

فبعد نشر برنامج الاحتفال تعالت أصوات الفنانين المكناسيين سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او بالشارع و مقاهي المدينة , أصوات تنتقد هذا المهرجان وتندد و تشجب طريقة تسييره و تتسائل عن المعايير التي اتبعها المنظمون في اختيار الفنانين المشاركين .

جريدة الأحداث 24 قامت بفتح الخط و الاتصال بمجموعة من الفنانين المحليين الذين عبروا في تصريحاتهم للجريدة على أنها ليست المرة الأولى التي يطالهم التهميش والإقصاء في مثل هذه التظاهرات الفنية رغم مجهوداتهم الحتيتة في تمثيل مدينة مكناس احسن تمثيل في مختلف التظاهرات الفنية الوطنية والدولية .

سلوك وأسلوب أصبح بارزا في الوسط الفني بمكناس عنوانه ” خبز الدار ياكلو البراني ” فالمدينة تعج بمطربين مرموقين كبار شرفوا مكناس والمغرب في عدة ملتقيات ومهرجانات كبيرة ، فنانون جابوا الدنيا طولا وعرضا بعدة دول عربية وخليجية وأوربية وأحيوا مهرجانات دولية و استضيفوا في عدة برامج مشهورة بقنوات تلفزية عالمية أمثال ” الفنان محمد العنبري و ياسين حبيبي و أمير علي و سعيد مفتاح و عبد الصمد ربيع ( … ) والقائمة طويلة, فرغم اجتهاداتهم الفنية و حضورهم الراقي في أشهر الملتقيات الفنية لم يشفع لهم شئ عند القائميين على تنظيم المهرجان . الم يكن من الاولى أن يكون لهم حيز على منصة المهرجان للإطلالة و التقرب من جمهورهم المكناسي المتعطش لهم ؟

الم يكن من الافضل والأجدر الإحتفاء بهم ودعمهم و تشجيعهم عرفانا واعترافا لهم عكس إقبارهم بمدينتهم ؟ هذا لا يعني ان الفنان المكناسي هو اليوم ضد حضور نجوم عالميين أو فنانين مغاربة كبار يعتز بهم وبفنهم بل يعني أنه يدافع عن مبدأ تكافؤ الفرص الذي غاب عن إدارة المهرجان . وهنا نقف لنطرح السؤال , لماذا تصرف أموال طائلة من اجل استدعاء الأجانب والمدينة لها من الكفاءات ما يغنيها ؟ و كيف وافق القسم الثقافي التابع لجماعة مكناس على تغييب عدد من وجوه الفن البارزين بالمدينة خلال هاته الاحتفالات ؟ أم أن مطرب الحي لا يطرب ؟

بقلم : النبلسي محمد 

الاحداث 24 

الصورة للفوتوغرافي : محمد شرف

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!