محمد حمزة الهيلالي :
خلق احتفال جماعة مكناس بالذكرى العشرين على ترتيب العاصمة الاسماعيلية مكناس تراثا عالميا من طرف اليونيسكو انقساما في وجهات النظر بين مؤيد و رافض للفكرة تماما .
ففي وقت نشر فيه برنامج الاحتفال بالذكرى 20 لترتيب مكناس تراثا عالميا و الذي يضم ندوات و معارض تشكيلية و حفلات يحييها فنانون مغاربة و أجانب أهمهم الموسيقار عبد الوهاب الدكالي والفنان نعمان لحلو والفنانة حياة الرجوي و الفنان العالمي سامي يوسف تكاثرت الانتقادات حول جدوى هذا الاحتفال خاصة و أن مكناس تعيش أوضاعا كارثية في كل المجالات سواء على مستوى البنية التحتية أو المجال الاقتصادي أو التأهيل التنموي ، مما أثار موجة من السخرية لدى البعض ، تدوينة فيسبوكية تعليقا على هذا الحدث جاء فيها ” آش خاصك العريان سامي يوسف امولاي .. ” و ذهب البعض لأكثر من ذلك في انتقاده باعتبار أن المكناسيين اليوم في انتظار تفعيل برنامج تأهيل مكناس الذي لازال لحد كتابة هاته الأسطر في عنق الزجاجة أن المكناسيين في انتظار ازالة الغبار عن هاته المدينة في انتظار دفع العجلة التنموية في انتظار جلب الاستتماراث وليست في انتظار حفلات خاصة في قاعة لا تتسع للجمهور المكناسي .
وجهات نظر أخرى تساءلت عن جدوى احتفال الجماعة بمرور 20 سنة على ترتيب مكناس تراثا عالميا و أغلب المآثر التاريخية تعاني في صمت باب بريمة ، ساحة الهديم التاريخية التي تعيش عشوائية منقطعة النظير من باعة متجولين اتخدوها مساءا سوقا لهم ، ومتسكعين اتخدوها ليلا مضجعا لهم ، الأسوار الإسماعيلية المحادية لشارع محمد السادس المدينة العتيقة التي دمرت معالمها و هدمت منازلها الضاربة في القدم في إطار صفقة الجماعة الحضرية و شركة العمران عوض تاهيلها و إصلاحها حفاضا على رمزيتها و ما تكتنزه بين جدرانها من عبق التاريخ كما هو الحال بمدينة فاس ، ما الذي قامت به الجماعة في إطار تأهيل المدينة حتى تحتفل اليوم ؟
لم مكناس المصنفة تراثا عالميا ، لازالت فاشلة في تسويق موروثها التاريخي ؟ لم مكناس لازالت لم تصبح مدينة سياحية قائمة بذاتها و هي التي تتوفر على مآثر تاريخية عديدة ؟ لم الجهات الوصية على القطاع لازالت غير قادرة على تسويق المنتوج السياحي المكناسي على المستوى الوطني والدولي ؟ لم المدينة طيلة العشرين السنة التي مرت لازالت تفتقد لمركبات سياحية و فنادق قادرة على استقبال المتوافدين على المدينة ، و لعل زوار الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس و اختيارهم للمبيت بفنادق مدينة فاس خير دليل على الوضعية التي تعيشها المدينة .
الأحداث 24