يبدو أن الولادة العسيرة للحكومة التي كلِّف بتشكيلها زعيم حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، أصبحت “أنّاتها” تصل بلدانا بقيت تاريخيا بعيدة عن المستجدات الداخلية للمملكة.
الصحيفة الإيطالية “إلجورنالي”، التابعة لإحدى أكبر المجموعات الإعلامية بأوروبا المملوكة للملياردير الإيطالي رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكوني، أدلت بدلوها في ما يحدث بالمغرب والصعوبات التي تواجه مسألة تشكيل الحكومة بالرغم من مرور شهر ونصف الشهر عن إجراء الانتخابات التشريعية.
من خلال مقال لأحد صحافييها المختصين في الشؤون المغاربية، في عدد يوم الثلاثاء، استعرضت “إلجورنالي” مختلف مراحل المشاورات بين الأحزاب السياسية التي تلت العملية الانتخابية وانتهت بـ “فشل رئيس الحكومة المعين في إيجاد أغلبية تسانده”، بحسب الصحيفة ذاتها.
وأضافت “إلجورنالي” أن تدخل الملك محمد السادس كان ضروريا، بداية من خلال خطاب موجه إلى الشعب (خطاب المسيرة الخضراء)، ثم دخول أحد أهم رجال ثقته، عزيز أخنوش، الذي وصفته الصحيفة بالمليونير، “فالملك كان واضحا من خلال خطابه، إنه غير راض عن الطريقة التي باشر بها بنكيران المشاورات السياسية لتشكيل الحكومة التي قدمها على أنها كعكة يمكن توزيعها بين الأحزاب”، يقول كاتب المقال قبل ان يستدرك بأن “كلام الملك لم يكن موجها إلى بنكيران فقط وإنما إلى جميع الأحزاب، وهو ما دفع إلياس العماري، زعيم حزب الأصالة والمعاصرة، بدوره أن يعترف بنتائج الإنتخابات (اتصاله ببنكيران لم يأت إلا بعد الخطاب الملكي)”.
كاتب المقال، الصحافي لويجي كويلبا، الذي سبق أن تم إيقافه بمطار مراكش سنة 2014 ولم يسمح له بالدخول إلا بعد تدخل وزارة الخارجية المغربية، أضاف أن تدخل أخنوش، الذي وصفه بالمليونير القريب من الملك، جاء لإنقاذ ما فشل في تحقيقه بنكيران، وأنه الآن “يتصرف كرئيس حكومة معين من قبل الملك”، بالرغم من محاولة بنكيران “القيام بدور فيل زجاجي”، عندما “قال في إحدى تصريحاته إن ما يتم حاليا يعد بمثابة انقلاب”.
ولم يفت الصحافي ذاته أن يربط ما يحدث حاليا في المغرب بالمستجدات الدولية بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، واصفا أخنوش بـ”دونالد ترامب المغرب” الذي بإمكانه “جمع جميع الفرق السياسية، بما فيها حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة مع بعض”، لأن “تحديات المغرب محتاجة إلى حكومة جادة ومسؤولة غير مرتبطة برغبات الأحزاب السياسية، كما جاء في الخطاب الملكي”، يختم كاتب المقال في صحيفة “إلجورنالي” الإيطالية.
محمد الإدريسي من إيطاليا
هيسبريس