فككت الأجهزة الأمنية المغربية، ممثلة في المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم أمس الأربعاء، شبكة إرهابية تضم عددا كبيرا من المتطرفين كانوا على أهبة تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة.
عملية الأمس التي تمت إشراف النيابة العامة والسلطات المختصة، تعتبر واحدة أكبر العمليات التي أحبطت فيها المصالح الأمنية خلية إرهابية كبيرة العدد ومتشابكة الأطراف، تشتغل بشكل عنكبوتي، وتنسق في ما بينها اعتمادا على وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
توقيف الخلية الإرهابية التي ضبط بحوزتها مواد سامة، ووسائل حادة، ومعدات وتجهيزات ذات استعمال خطير، إنجاز يحسب للمغرب الذي نجح في التصدي لعدد كبير من محاولات الاستهداف التي تسعى إلى ضرب العمق المغربي، نكاية في السلطات المغربية التي نجحت بشكل كبير في مواجهة كافة عمليات الاستهداف التي توجه أصابعها نحو المصالح المغربية بالداخل، سيما وأن الرباط أظهرت مناعة قوية في صد العديد من المشاريع الإرهابية التي كانت تعتزم استهداف عدد من المواقع والمراكز الحيوية بالمغرب.
شبكة 143 متطرفا التي تم توقيفها الأمس، تثير الرعب وتؤكد أن المغرب مهدد من الداخل، وأن العديد من الجماعات الإرهابية بالخارج تحاول استقطاب العديد من المهمشين والبؤساء لتوظيفهم لتنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب، وزعزعة استقرار المملكة.
العملية الاستباقية التي تم تحقيقها، تعتبر استمرارا لمحاولات إحداث اختراق أمني في جدار المؤسسات الأمنية التي أظهرت صلابة كبيرة في إفشال كل التهديدات ذات الطابع الإرهابي بالمملكة، رغم كل أساليب تطوير وتنويع وسائل عمل هذه الجماعات حتى تتمكن من مباغتة القوى الأمنية، والمصالح المخابراتية التي تتعامل بيقظة كبيرة مع كل المحاولات اليائس لضرب استقرار المملكة.
النجاعة التي تتعامل بها السلطات الأمنية بالمغرب مع التهديدات الإرهابية، معطى هام يبعث على الإطمئنان، وفي نفس الوقت يفرض مزيدا من الحذر واليقظة في أداء هذه الأجهزة، كما أن استمرار الخطر الإرهابي، يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وأن يحفز العناصر الأمنية على مزيد من اليقظة، خاصة مع مجموعات إرهابية ذات امتداد، وبتعداد كبير من العناصر الإرهابية التي تشكل أكبر شبكة إرهابية تخطط لضرب أمن المملكة.